وأنا أتجول بين الأحياء
دخلت حيا من أقدم الأحياء
فوجدت عجوزا لاتكف عن البكاء
تضم لصدرها صورا كثيرة , لرجال ونساء
فقلت لها يا جده , لما تجيشين بالبكاء ؟
قالـت : أندب حظي وما بي من بلاء
قلـت : وما قصتك أيتها العجوز السمراء ؟
قالـت : عندما كنت صبية في ربيع العمر , أرفل بالنعماء
وأطفالي من حولي يحيون سعداء
أتى إلى بلادي من لا يكترث بالدماء
من لا يراعي اعرفا وشرائع للسماء
سرق وسلب وأسر الإماء
هدم وقتل الأجنة في بطون النساء
ضرب وأهان الفقراء والنبلاء
عندها همت على وجهي أنشد أهل النخوة ولإباء
وطرقت باب الأعزة والجبناء
فاجتمع لنصرتي أهالي وعمد الأحياء
وأعدو لي مالا كثيرا ورجالا أعزاء
وفي ضل الخيانة ومصالح العملاء
انتهى كل شيء وذهب للفناء
فقلـت : يا جده , آلك أحفاد وأبناء ؟
قالـت : نعم , مشردين لاجئين دون استثناء
منهم من قاوم ووقف في وجه الأعداء
ومنهم من غلب على أمره وشرد في الأحياء
ومنهم من رحل إلى بلاد الغرباء
وهذه صور من مشى على درب الشهداء
فقلـت : لما لا تجمعينهم وتقفوا في وجه الأعداء ؟
قالـت : كبرت الحيلة وعضم البلاء
وغلقت الأبواب وازداد العملاء
وغصت كلمة الحق في حناجر الشرفاء
خوفا وهلعا من الموت على أيدي الأشقاء
فقلـت : وماذا تفعلين الآن ياأبنة الكرماء ؟
قالـت : مقهورة , مجروحة أهيم في العراء
أنادي بأعلى صوتي لأسمع العمداء
أعيدوا إلى حيكم عروس الأحياء
أزيحوا عن كاهلي وكاهلكم هذا الخزاء
فوا لله لن ولم تسودا في ضل الغرباء
واسئلو التاريخ ماذا حل بالأنبياء
فقلـت : يا جده , هل ستبقين صامدة أم تكوني ذكرى للأبناء ؟
قالـت : سأبقى أنادي لأسمع النداء
وسأصبر مادام من ربك هذا البلاء
وأقاوم الويل ولو زاد العناء
وأتفائل بالخير , لأن في العروق نفس الدماء
عربية . . . كنعانية كلها سواء
ركعت وصلت وتسجد لرب السماء
فقلـت : يا جده , أستميحك عذرا لعدم البقاء
ولن تكون هذه النهاية بل بداية للقاء
دخلت حيا من أقدم الأحياء
فوجدت عجوزا لاتكف عن البكاء
تضم لصدرها صورا كثيرة , لرجال ونساء
فقلت لها يا جده , لما تجيشين بالبكاء ؟
قالـت : أندب حظي وما بي من بلاء
قلـت : وما قصتك أيتها العجوز السمراء ؟
قالـت : عندما كنت صبية في ربيع العمر , أرفل بالنعماء
وأطفالي من حولي يحيون سعداء
أتى إلى بلادي من لا يكترث بالدماء
من لا يراعي اعرفا وشرائع للسماء
سرق وسلب وأسر الإماء
هدم وقتل الأجنة في بطون النساء
ضرب وأهان الفقراء والنبلاء
عندها همت على وجهي أنشد أهل النخوة ولإباء
وطرقت باب الأعزة والجبناء
فاجتمع لنصرتي أهالي وعمد الأحياء
وأعدو لي مالا كثيرا ورجالا أعزاء
وفي ضل الخيانة ومصالح العملاء
انتهى كل شيء وذهب للفناء
فقلـت : يا جده , آلك أحفاد وأبناء ؟
قالـت : نعم , مشردين لاجئين دون استثناء
منهم من قاوم ووقف في وجه الأعداء
ومنهم من غلب على أمره وشرد في الأحياء
ومنهم من رحل إلى بلاد الغرباء
وهذه صور من مشى على درب الشهداء
فقلـت : لما لا تجمعينهم وتقفوا في وجه الأعداء ؟
قالـت : كبرت الحيلة وعضم البلاء
وغلقت الأبواب وازداد العملاء
وغصت كلمة الحق في حناجر الشرفاء
خوفا وهلعا من الموت على أيدي الأشقاء
فقلـت : وماذا تفعلين الآن ياأبنة الكرماء ؟
قالـت : مقهورة , مجروحة أهيم في العراء
أنادي بأعلى صوتي لأسمع العمداء
أعيدوا إلى حيكم عروس الأحياء
أزيحوا عن كاهلي وكاهلكم هذا الخزاء
فوا لله لن ولم تسودا في ضل الغرباء
واسئلو التاريخ ماذا حل بالأنبياء
فقلـت : يا جده , هل ستبقين صامدة أم تكوني ذكرى للأبناء ؟
قالـت : سأبقى أنادي لأسمع النداء
وسأصبر مادام من ربك هذا البلاء
وأقاوم الويل ولو زاد العناء
وأتفائل بالخير , لأن في العروق نفس الدماء
عربية . . . كنعانية كلها سواء
ركعت وصلت وتسجد لرب السماء
فقلـت : يا جده , أستميحك عذرا لعدم البقاء
ولن تكون هذه النهاية بل بداية للقاء
